top of page
بحث

٨ مارس: يوم المقاومة والاعتراف بالمرأة الكردية


ree

ليلى إسكندر


يوم المرأة العالمي (IWD) هو أكثر من مجرد احتفال—إنه يوم للنضال والتحدي والسعي الدؤوب نحو المساواة. تم اختيار الثامن من مارس نظرًا لأهميته التاريخية العميقة، حيث يرتبط بحركات النساء العمالية والأعمال الثورية. ولكن بالنسبة للمرأة الكردية، فإن هذا اليوم يحمل معنى أعمق، فهو تذكير بنضالهن المستمر لقرون ضد القمع، ودورهن في تشكيل التاريخ، وروحهن التي لا تنكسر في مواجهة الظلم.

لماذا الثامن من مارس؟ أصول اليوم العالمي للمرأة

يعود اختيار يوم 8 مارس إلى أوائل القرن العشرين، عندما بدأت النساء حول العالم بالمطالبة بظروف عمل أفضل، وحق التصويت، ووضع حد للتمييز القائم على النوع الاجتماعي. في عام 1908، خرجت 15,000 امرأة في مسيرة عبر مدينة نيويورك مطالبات بأجور عادلة وساعات عمل أقصر. ألهمت هذه الحركة الناشطات في جميع أنحاء العالم، مما أدى إلى الاعتراف الرسمي بأول يوم عالمي للمرأة في عام 1911.

لكن الإضراب النسائي في روسيا عام 1917 هو ما رسّخ يوم 8 مارس كتاريخ رسمي. ففي هذا اليوم، خرجت النساء في بتروغراد إلى الشوارع مطالبات بـ"الخبز والسلام"، محتجات ضد الحرب والجوع والطغيان. شجاعتهن أطلقت شرارة سلسلة من الأحداث أدت إلى تنازل القيصر نيكولاس الثاني عن العرش، ومنحت النساء حق التصويت في روسيا. وفي عام 1975، اعترفت الأمم المتحدة بيوم 8 مارس كيوم عالمي للمرأة، مُقرّةً به كرمز عالمي لنضال المرأة وإنجازاتها.


المرأة الكردية: إرث من المقاومة

بالنسبة للمرأة الكردية، فإن يوم 8 مارس ليس مجرد يوم للتضامن العالمي، بل هو انعكاس لنضالهن من أجل البقاء والكرامة والعدالة. عبر التاريخ، كانت النساء الكرديات في طليعة المقاومة، متحديات القمع الأبوي والعنف الحكومي.

في الجبال، قاتلن كمقاتلات بيشمركة، جنبًا إلى جنب مع الرجال، للدفاع عن أرضهن وشعبهن. من ليلى قاسم، التي أعدمت وهي في الثانية والعشرين من عمرها لمعارضتها نظام البعث، إلى نساء روجآفا اللاتي تصدّرن المعركة ضد داعش، أثبتت النساء الكرديات للعالم معنى المقاومة.

يوم 8 مارس هو أيضًا تذكير بالتحديات المستمرة التي تواجهها المرأة الكردية. ففي العديد من مناطق كردستان، يعانين من الاضطهاد السياسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي والتهميش المنهجي. ورغم ذلك، لا يتوقفن عن التنظيم والتعليم وتمكين بعضهن البعض. سواء من خلال الحركات الشعبية أو النشاط الحقوقي أو تولي مناصب قيادية، فإن المرأة الكردية ليست مجرد مشاركة في نضالها—بل هي التي تقوده.


تكريم يوم 8 مارس كامرأة كردية

بالنسبة للمرأة الكردية، لا يقتصر اليوم العالمي للمرأة على إحياء ذكرى الماضي، بل هو فرصة لاستعادة أصواتهن وإعادة تأكيد قوتهن. إنه يوم للاحتفال بالتقدم المحرز، ولكن أيضًا لتذكير العالم بأن معركتهن لم تنتهِ بعد.

يوم 8 مارس هو للأم الكردية التي تربي أطفالها في المنفى، تعلمهم اللغة والتاريخ الذي حاول الآخرون محوه. هو للصحفية التي تخاطر بكل شيء لنقل قصص شعبها. هو للناشطة التي تطالب بالعدالة للنساء اللواتي سُلبت أصواتهن في جرائم الشرف. هو للفتاة الكردية الصغيرة التي تحلم بعالم تكون فيه حرة في اختيار مصيرها.

في هذا اليوم، تقف النساء الكرديات مع جميع النساء حول العالم—لكنهن يقفن أيضًا لأنفسهن، ولأخواتهن اللواتي سقطن، وللأجيال القادمة التي لم تولد بعد. يوم 8 مارس ليس مجرد تاريخ على التقويم، إنه وعد: أنه مهما كان القمع، ومهما كانت المصاعب، ستواصل النساء الكرديات النهوض.


عني: الوقوف بشموخ من أجل شعبي

كامرأة كردية، كانت رحلتي مليئة بالنضال والصمود والالتزام الذي لا ينكسر تجاه شعبي. أنتمي إلى سلالة من المقاتلين، من مقاتلي البيشمركة الذين وقفوا ضد الطغيان، ومن النساء القويات اللواتي رفضن الصمت. لقد خضت معاركي الخاصة—ليس بالسلاح، ولكن بالكلمات والتعليم والإيمان الراسخ بالعدالة.

واجهت العوائق، وقيل لي أين يجب أن يكون مكاني، وتم التقليل من شأني، لكنني لم أسمح لهذا بتعريفي. بدلاً من ذلك، وقفت بشموخ، فخورة بهويتي، محولة كل تحدٍّ إلى دافع للاستمرار. أخدم شعبي ليس بدافع الواجب، بل بدافع الحب—حب لتراثي ولغتي وللنساء الكرديات اللواتي يستحقن أن يُسمعن ويُحترمن.

اليوم، أناضل من أجل حقوق النساء ليس كقضية بعيدة، بل كمهمة شخصية. أقف مع النساء اللواتي تم إسكاتهن، مع الفتيات اللواتي يجرؤن على الحلم، ومع الأمهات اللواتي يواصلن تشكيل المستقبل. يوم 8 مارس هو يومنا—ليس فقط للاحتفال، ولكن لتذكير العالم بأننا هنا، صامدات وغير خائفات.

النساء الكرديات لا يطلبن إذنًا للوجود—بل يفرضن وجودهن، يرفعن أصواتهن، ويمضين قدمًا معًا.

لطالما كانت النساء مهندسات التغيير، يشكلن الأسر والمجتمعات والأمم بصمودهن وحكمتهن. في هذا اليوم العالمي للمرأة، نحتفل بقوة المرأة وشجاعتها وعزيمتها—بتحطيم الحواجز، وإعلاء الأصوات، وتمهيد الطريق لعالم أكثر عدالة ومساواة. فلنواصل تمكين ودعم وإلهام بعضنا البعض لتجاوز الحدود، وخلق مستقبل تتحقق فيه إمكانيات كل امرأة!

 
 
 

تعليقات


bottom of page